منذ انطلاق ولايته أولى مجلس جهة الشرق أهمية بالغة للبعد الترابي وتنمية المجال وأكد على إعطائه المكانة المستحقة ضمن البرامج المسطرة، ومن اجل الارتقاء بكافة مكونات الجهة، وجعل هذه الأخيرة فضاء لتفاعل السياسات التنموية التي تصبوا إليها كل التوجهات، حرص مجلس الجهة على تعزيز المكتسبات والإنجازات على مختلف المستويات الترابية، بغية خلق تراكم مؤسساتي وتدرج في بناء رؤية تنموية جهوية مستدامة، مندمجة متوافق بشأنها وشاملة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا، وهو الأمر الذي مكنه من تحقيق حصيلة مهمة تعتبر نتيجة مباشرة للتمرين التشاركي التأسيسي.

وبإرادة أكيدة يسعى مجلس جهة الشرق بكل جدية إلى مواصلة بناء مسار مؤسسة قادرة على بلورة وتنزيل برامج محكمة، في استحضار تام للتوجيهات والخطب والرسائل الملكية السامية التي تعتبر وثائق مرجعية لكل نهضة تنموية، وتناغم مع أهداف المخططات القطاعية، وفي تفاعل ايجابي مع انتظارات وتطلعات ساكنة الجهة، بالموازاة مع أهمية وضرورة تملك آليات التدبير الجهوي، وما يستلزمه من إبداع وابتكار للحلول وطرح للبدائل، واستثمار أمثل للكفاءات والطاقات، لإعداد الرؤى الإستراتيجية و الاستشرافية المرتكزة على المقاربات ذات الأبعاد التنموية، وذلك لمواكبة مستجدات الجهوية المتقدمة، والانفتاح على مختلف الفضاءات عبر تعزيز وتقوية علاقات الشراكة والتعاون الدولي اللامركزي، وتفعيل آليات التسويق الترابي، ونهج سياسة إرادية تهدف إلى إرساء أسس منظومة تعاقدية تروم تقريب الخدمات والانفتاح المستمر على المحيط المؤسساتي والنسيج الجمعوي والتعاوني وكذا مكونات القطاع الخاص.

وفي هذا السياق، ومن خلال موقعه الالكتروني باعتباره نافذة رقمية منفتحة على العالم، يراهن مجلس جهة الشرق على خلق جسر تواصلي متين يمكن من التعريف بمؤهلات الجهة وبالبرامج والمشاريع المنجزة والمسطرة، ومختلف أشغال وأنشطة المجلس، وكذا الانفتاح على مغاربة العالم، ومختلف الشركاء المؤسساتيين، قصد الرفع من جاذبية وتنافسية الجهة، ولاستقطاب المزيد من الاستثمارات وتحرير الطاقات وتفعيل المبادرات الخلاقة في مختلف القطاعات الحيوية بالجهة. هي إذن منصة رقمية تتيح لزوارها الولوج إلى جملة من المعطيات والبرامج والدراسات والمؤشرات والاطلاع على آخر مستجدات تدبير شأن جهة الشرق، ليظل هذا الموقع الإلكتروني وسيلة للتفاعل الاحترافي والايجابي مع مختلف الانتظارات والتطلعات والانشغالات.